دور الإنسان في التاريخ
الاشكالية :
من ينتج التاريخ هل الانسان ام الحتميات و الضرورات ؟ بمعنى اخر هل الانسان فاعل في التاريخ ام انه نتاج لهذه الاحداث ؟
هيجل :
يرى هيجل ان التاريخ يستغل الاشخاص من اجل تحقيق اغراضه و اهدافه وهو هنا اي التاريخ لا ياخذ بعين الاعتبار الاشخاص كذوات فردية مهتمة بذاتها فقط بل ياخذ بعين الاعتبار الاشخاص ذوي الاهتمام الكوني اي اولئك الذي يتم تلقيبهم بالعظماء يقول هنا “يظهر للناس ان الوضعية الجديدة التي خلقها الابطال او العظماء في العالم هي نتيجة لافعالهم ورهينة بمصالحهم غير ان ذلك مجرد ظاهر وليس ما هو حقيقي اما الحقيقي فهو ان الحق بجانبهم و يعرفون حقيقة عالمهم و زمانهم و يعرفون المفهوم ”
ان هؤلاء العظماء يعتقدون في انفسهم انهم يخدمون مطامحهم و اغراضهم الشخصية لكنهم في الواقع يخدمون التاريخ و يعملون على تحقيق اهدافه انهم مجرد منفذين لارادة التاريخ و سرعان ما يتخلى عنهم بمجرد نفاذ دورهم و هو ما يسميه هيجل “مكر التاريخ ”
كارل ماركس :
يرى ماركس ان دور الانسان ليس هو تغيير مسار التاريخ فهذا الاخير محدد سلفا و لكن دوره فقط تسريع هذا التغير لان المحرك الاساسي حسب ماركس هو الصراع الطبقي اي ذلك الصراع القائم بين طبقات المجتمع البرولتالية و البرجوازية في مجال توزيع الثروة “يقول هنا ” ان الناس هم الذين يصنعون تاريخهم الخاص الا انهم لا يفعلون ذلك عشوائيا و ضمن شروط من احتيارهم بل ضمن شروط معطاة مسبقا و موروثة من الماضي “
مسار التاريخ حسب ماركس اذن محتوم و حاصل لا محالة و دور الانسان هو فقط تعطيل او تسريع هذا المسار فالبرجوازية تسعى الى تعطيل هذا المسار عبر نشر الاديولوجيا من اجل الحفاظ على هيمنتها اما البروليتالية فتسعى الى تسريع هذا التطور من اجل تحقيق المجتمع الشيوعي و القضاء على الطبقية
جون بول سارتر :
ينتقد سارتر الموقف الماركسي و يرى انه يتسم بالتناقض لانه اذا كان التقدم حتمي متى توفرت الشروط الملائمة لذلك فان ذلك يناقض القول بان الانسان يصنع تاريخه و في مقابل ذلك يرى ان الانسان هو صانع تاريخه و المتحكم الفعلي فيه فهو يتميز بالوعي و الحرية الشيئ الذي يمكنه من تجاوز مختلف الضغوطات و الاكرهات الاجتماعية و الاقتصادية … يقول هنا “ان الناس يصنعون تارخهم بانفسهم و لكن في وضع محدد بشرطهم “