المفاهيم الاساسية :
الادراك الحسي : المعرفة المباشرة للاشياء بواسطة الحواس
الاشكالية :
هل معرفة الغير ممكنة أم مستحيلة ؟
جون بول سارتر :
يرى سارتر ان معرفة الغير غير ممكنة لان الانا لا تنظر الى الغير كذات و انما كشيئ خارجي فتنزع عنه بذلك كل معانى الذات لتحوله الى شيئ او موضوع فاقد لمقومات الوعي و الحرية وهو ما يخلق فجوة او هوة عميقة بين الانا و الغير , يصعب معاها معرفة العالم الباطني للغير ان لم نقل يستحيل
موريس ميرلوبونتي :
يرفض ميرلوبونتي العلاقة التشييئية التي ينطوي عليها موقف سارتر و يدعو في مقابل ذلك الى علاقة انسانية بين الانا و الغير تقوم على الاعتراف المتبادل بكل منهما كذات واعية حرة تتطابق مع الطرف الاخر ولا تتناقض معه الشيئ الذي سيسمح بنشوء علاقة التعاطف و المشاركة الوجدانية بينهما يقول في هذا الصدد “و الواقع ان نظرة الغير لا تحولني الى موضوع كما لا تحوله نظرتي الى موضوع الا اذا انسحب كل منا و قبع داخل طبيعته المفكرة و جعلنا نظرة بعظنا الى بعض لا انسانية و الا اذا شعر كل منا بان افعاله بدلا من ان تتقبل و تفهم تخضع للملاحظة مثل افعال حشرة “
و من خلال هذا الاعتراف المتبادل تصبح معرفة الغير ممكنة عبر الاستدلال بالممثالة وهو اسلوب يقضي ان يقيس الانسان افعال الغير على افعاله هو لكي يدرك دلالتها و معناها الباطني او النفسي يقول هنا ” اني ارى الاخرين من حولي يستخدمون الادوات بكيفية معينة فاماثل بين سلوكاتهم و سلوكاتي و اقارن بين تجاربهم و تجربتي التي تعلمني معنى الافعال التي ادركها و القصد منها “او عبر المشاركة الوجدانية التي تقوم على التعاطف مع الغير و مشاركته مشاعره بوصفه انا اخر مثلي يمكنني ادراك عالمه الباطني
ماركس شيلر :
يسعى ماكس شيلر الى تجاوز الثنائية التي يتم على اساسها تقسيم الانسان الى ظاهر يمكن معرفته و باطن خفي و متعذر المنال و يرى مقابل ذلك الغير كل واحد لا يقبل الانقسام و التجزيئ ذلك ان التعبيرات الجسدية الخارجية ما هي الا تعبير عن الحالة النفسية الباطنية دون تمييز تعسفي بين الجانبين فادراك الغير حسبه لن يتم الا بالجمع بين المعطى الجسدي الخارجي و الباطني يقول في هذا الاطار “ان اول ما ندركه من الناس الذين نعيش و اياهم ليس هو اجسادهم و لا افكارهم و نفوسهم بل اول ما ندركه منهم هو مجموعات لا تنقسم و لا تتجزأ “