الشخص بوصفه قيمة
المفاهيم الاساسية :
القيمة : هي الميزة او الخاصية التي بتوافرها تعطي قيمة للشيئ و تجعله مرغوبا فيه
الاشكالية :
من أين يستمد الشخص قيمته ؟ هل هو غاية في ذاته أم مجرد وسيلة؟
موقف كانط :
يعرف كانط الشخص بكونه تلك الذات الحرة الاخلاقية التي يمكن ان تنسب اليها مسؤولية أفعالها من هنا فالشخص هو كائن واع و هو ما جعله يكتسب قيمة مطلقة في حين لا تتمتع الموجودات الغير العاقلة الا بقيمة نسبية كما يعتبر الشخص غاية في ذاته يحيث لا يمكن التعامل معه كمجرد وسيلة
و لكي يحافظ الشخص على احترامه كذات حرة و اخلاقية يجب عليه ان يتصرف وفقا للامر الاخلاقي المطلق بحيث يعامل الانسانية في سلوكه كغاية و ليس كمجرد وسيلة ومنه فحرية الشخص عند كانط مقترنة بالتزامه بالامر الاخلاقي الذي هو قانون عملي كلي و مطلق اذ لا معنى و لا قيمة و لا اهمية للانسان بدون اخلاق فذلك الشخص العادي الذي يعامل الاخرين باحترام و يساعدهم افضل بكثير من العالم الذي يسخر علمه لقتل الاخرين لان الاول تصرفه اخلاقي بينما العالم تصرفه لا اخلاقي
نلاحظ ان كانط يحدد قيمة الشخص في كونه ذات عاقلة و اخلاقية و هذا يؤدي الى نفي قيمة الشخص عن كثير من البشر مثل المرضى الذين دخلو في حالة غيبوبة و الاطفال الرضع و كل الكائنات التي تفتقد القدرات العقلية التي تمكنها من ان تكون كائنات اخلاقية
من هنا يجوز تبعا للمنظور الكانطي معاملة هذه الكائنات كمجرد وسائل و نفي الاحترام و الكرامة و كل المقومات الشخص عنها و هذا ينافي المذهب الاخلاقي الكانطي
موقف جورج غوسدورف :
رغم ما اكتسبه الموقف الكانطي من نبل اخلاقي الا ان كانط جرد الشخص من واقعه الفعلي اي الاجتماعي حينما حصر قيمته في جانبه الاخلاقي الداخلي فالانسان يبقى كائنا اجتماعيا يعيش ضمن جماعة اسرة عشيرة قبيلة …ومن هنا يرى غوروسدوف ان قيمة الشخص لا تتحقق الا من خلال مشاركته للغير و انفتاحه عليه فمنذ البديات الاولى للوجود البشري و الانسان يعيش مع الاخرين ضمن اشكال من التعايش و التضامن التي سمحت للفكر الاخلاقي و غيره ان يتشكل على ارض الواقع و بالتالي فالكمال الاخلاقي الشخصي لا يتحقق في مجال الوجود الفردي بل في مجال الوجود الاجتماعي و في اشكال التعايش مع الاخرين